« مَن نفَّس عن مؤمن كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيا نفَّس الله عنه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يوم القيامة، ومَن يسَّر على معسر، يسَّر الله عليه في الدُّنْيا والآخرة، ومَن ستر مسلمًا ستره الله في الدُّنْيا والآخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه... »
طرقت أبواب الحياة... فوجدتها مؤصدة جلست على رمل الشاطيء الموج عالٍ و الرياح عاتية فرفعت يدي إلى السماء و حمدت ربي على نعمة النسيان و خرجت أركض تحت لهيب الشمس أبحث عن بقايا إنسان تاه في أرض لا زرع فيها و لا نجاة فقلت في نفسي "لماذا كل هذا العناء؟ لا أحد يغنيك سوى رب السماء" فجاءني خاطر من الرحمن أن الحياة لهو و شقاء و أن الموت حق و بقاء و أن العبد يمشي طويلا و يتعب كثيرا و يضحك قليلا و يبكي صريخا و لا يلبث أن يعود إلى الرجاء....
عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الليل لساعة، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيرًا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة .. » رواه مسلم.
ما دمت حيّا فلا تأمن على نفسك من الفتنة .. ولا تعيّر أحداً بمعصية .. ولا تتعجب من ذنب فعله غيرك ولا تستكثر طاعتك فما تدري بما يُختم لك .. حافظ على حسناتك أكثر من أنفاسك فأنفاسك راحلة وحسناتك باقية .. والمُوفق والسعيد هو الذي إذا توقّفت أنفاسه لم تتوقف حسناته ..
إذا رأيت وقتك يمضي، وعمرك يذهب، وأنت لم تنتج شيئاً مفيداً ولانافعاً، ولم تجد بركة في الوقت.. فاحذر أن يكون أدركك قوله تعالى: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله
ابن الجوزي رحمه الله يصف لنا المخلصين فيقول (إنهم رجال مؤمنون ونساء مؤمنات يحفظ الله بهم الأرض بواطنهم كظواهرهم بل أجلى وسرائرهم كعلانيتهم بل أحلى وهمهم عند الثريا بل أعلى) ✒صيد الخاطر
يروى أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تعطر الدنانير والدراهم قبل أن تتصدق بها، فتسأل عن ذلك؟ فتقول: إنني أضعها في يد الله تبارك وتعالى قبل أن تصل إلى يد المسكين
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتصدق بحبات العنب، فَيُسأل: وما تغني حبة عنب، فإنها لا تشبع ولا تروي ظمأ ظامئ؟ فيقول: إن فيها مثاقيل كثيرة، قال الله عز وجل: ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه ) [الزلزلة:7] والذرة لا ترى بالعين المجردة، فلو فعلت مثقال ذرة خيراً لوجدته، فما بالك بحبة عنب! فإن فيها مثاقيل كثيرة
كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يتصدق على من يقابله بالسكر، كان يحمل قطعة سكر في جيبه ويتصدق بها، فسُئِلَ عن ذلك فقال: قال الله عز وجل: ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) [آل عمران:92]، وأنا أحب السكر